المجلس الثالث )الجزء الثانى) – مجلس فصول السنة

2019-10-05 12:47:47

وخلال جولة تفقدية لمشروعات تطوير العين، ومن بينها إنشاء أحد الطرق الجديدة لاحظ الشيخ زايد طيب الله ثراه أن واحدة من أقدم أشجار العين تقع في مسار الطريق، وعلم أنه من المقرر قطع الشجرة لكي يمر الطريق مكانها؛ فاستدعى القائمين على المشروع، وأمرهم بترك الشجرة مكانها، وجعل الطريق ينقسم إلى مسربين يمران عن جانبها ثم يعودان فيلتقيان بعد موقع الشجرة...! فقد كان شعاره دائما " اقطع طريقا ولا تقطع شجرة"..

وخلال مسيرته حصل المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه على كثير من الشهادات والجوائز والأوسمة التي منحت له كرجل للبيئة على مستوى العالم، ومن بينها:

  • اختياره رجل البيئة والإنماء في مهرجان الشباب العربي في بيروت سبتمبر 1993 تقديرا لدوره الرائد في حماية البيئة ومكافحة التصحر، وفي العام نفسه منحته جامعة الدول العربية وشاح"رجل الإنماء والتنمية".
  • نال جائزة مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الشخصية الإنمائية في جدة، واختير شخصية إنمائية على مستوى العالم عام 1995 وفق الاستطلاع الذي أجراه المركز بمشاركة أكثر من نصف مليون عربي، كما نال جائزة تقديرية وميدالية ذهبية من منظمة الفاو في السنغال في نفس العام ..!!
  • وفي نفس العام أيضا نال" الوسام الذهبي العربي" من جمعية المؤرخين المغاربة، وذلك تقديرا منها لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام، واعترافا بأياديه البيضاء على العلماء، واعترافا بشغفه بعلم التاريخ والدراسات التاريخية.
  • في 3 يناير 1997منحه الرئيس الباكستاني فاروق ليجاري "وسام المحافظة على البيئة" الذي يمنح لأول مرة لرئيس دولة، وذلك تقديرا لجهوده المتواصلة ومساهمته في الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية لدولة الإمارات، ونشر الرقعة الزراعية، والتوسع فيها على أرض الدولة.
  • حصل على جائزة أعمال الخليج عام 1996، والتي منحتها له لجنة جوائز أعمال الخليج..
  • حصل على"جائزة وشهادة الباندا الذهبية" في السابع من مارس 1997من قبل الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة للمرة الأولى لرئيس دولة في العالم، تقديرا لجهوده الكبيرة والمعترف بها دوليا، والتي بذلها في المحافظة على البيئة وحماية الحياة الفطرية في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، وفي مناطق أخرى من العالم بصورة عامة، وسلم الجائزة إليه الأمير فيليب دوق أدنبره والدكتور كالاود مارتن الأمين العام للصندوق العالمي لصون الطبيعة!! .
  • منحته هيئة رجل العام الفرنسية في باريس لقب " أبرز شخصية عالمية لعام 1998" لجهوده في مكافحة التصحر والاهتمام بالبيئة والمشروعات الإنمائية.
  • منح لقب " زايد رجل البيئة لعام 2000 " من لبنان، كمانال شهادة الدكتورة الفخرية في الزراعة من جامعة عين شمس المصرية في نفس العام.
  • نال"جائزة كان الكبرى للمياه" عام 2001 من قبل منظمة البحر الأبيض المتوسط التابعة لرئاسة اليونسكو للموارد المائية والتطوير المستدام والسلام.

وكانت للشيخ زايد طيب الله ثراه مقولاته الخالدة التي تحث على حماية البيئة والاهتمام بها ورعايتها، ومن ذلك قوله: " إننا نولي بيئتنا جل اهتمامنا لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخها وتراثها، لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض، وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة والحس المرهف الحاجة للمحافظة عليها، وأن يأخذوا منها قدر احتياجهم فقط، ويتركوا فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدرا للخير ونبعا للعطاء".

ويقول رحمه الله في مقام آخر:" وكما أجدادنا كذلك نحن الذين نعيش الآن فوق هذه الأرض المباركة، إننا مسؤولون عن الاهتمام ببيئتنا والحياة البرية واجب علينا، واجب الوفاء لأسلافنا وأحفادنا على حد سواء". ويقول أيضا:" إن حماية البيئة يجب ألا تكون وألا ينظر إليها كقضية خاصة بالحكومة والسلطات الرسمية فقط، بل هي مسألة تهمنا جميعا، إنها مسؤولية الجميع، ومسؤولية كل فرد من مجتمعنا، مواطنين ومقيمين".

وفي إطار الاهتمام الكبير للشيخ زايد رحمه الله بالبيئة أنشأ محميات منها "جزيرة صير بني ياس" التي تقع إلى الغرب من مدينة أبوظبي على بعد 250 كيلومترا، وتبلغ مساحتها نحو 230 كيلومترا مربعا، أضيف إليها جزيرة صناعية على مساحة 10 كيلومترات مربعة لتكون قاعدة للتجارب الزراعية، وقد أصبحت الجزيرة التي كانت طبيعتها صخرية جرداء من أكبر المحميات الطبيعية في شبه الجزيرة العربية، كما أصبحت موطنا للآلاف من الحيوانات التي تتجول بحرية كبيرة إلى جانب ملايين الأشجار والنباتات، كما أنها ملاذ للطيور، فضلا عن كونها محمية للحياة البرية، فتستعرض فيها أنشطة مثل رحلات السفاري والمغامرة، والتجديف، وركوب الدراجات الجبلية، والرماية، والمشي والغطس..

واهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالبيئة تعكسه قراراته في مجال حظر الصيد، وتوفير حاضنات للحيوانات البرية التي كادت أن تنقرض، ومنها المها العربي
و" الحبارى"، والصقور وغيرها؛ إذ كان من أوائل الذين تبهوا في بداية الستينات إلى أن المها العربي أصبح مهددا بالانقراض؛ فأصدر توجيهاته برعايته والإكثار منه حتى بلغ عدده بحسب أحدث البيانات أكثر من 6000 رأس.. وأمر في عام 1977 بإكثار طائر الحبارى الآسيوي في الأسر في "حديقة حيوان العين" حتى قبل أن يصبح مهددا بالانقراض، وأعلن في عام 1982 عن تفقيس أول فرخ في الأسر في دولة الإمارات.

وفي عام 1989 أسس " المركز الوطني لبحوث الطيور" الذي أطلق برنامجه الطموح لإكثار الحبارى الآسيوية، حيث وصل إلى إنتاج ما يزيد على 200 طائر في عام 2004، كما ركز الشيخ زايد طيب الله ثراه في جهوده على تعزيز التعاون وإجراء البرامج المشتركة مع الدول الواقعة في نطاق انتشار الحبارى من الصين إلى اليمن.

ومن أهم مبادرات الشيخ زايد طيب الله ثراه في مجال العناية بالصقور ورياضة الصيد بها والمحافظة عليها تأسيس برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح في إطلاق أكثر من 1787 صقرا، معظمها من نوعي الحر والشاهين المعرضين للمخاطر.

ومن القصص الواقعية التي تدل على اهتمام الشيخ زايد طيب الله ثراه بحماية البيئة بصفة عامة، والطيور بشكل خاص أنه كان إذا أراد الخروج للصيد يتم تجهيز المنطقة التي سيسافر إليها في رحلة الصيد، ويقول لمرافقيه: لا تصيدوا أي طير، والذي يحبني يفك طيره من قيده، ويتركه حرا طليقا؛ فتطلق الطيور في تلك المنطقة المحمية..!!