المقدمــة – زايد ومفهوم السعاده

2019-10-01 14:32:26

(( المجالس مدارس لحكيم العرب الشيخ زايد طيب الله ثراه))

إن الحديث عن ترسيخ مفهوم السعادة يجرنا حتما إلى التطرق لجوانب منها إسعاد القيادات والشعوب، وهذا الجانب تحتاجه القيادات والشعوب؛ فالقيادات تحتاجه في شعورها بالقيام بالواجب اتجاه شعوبها مما يوفر لها الاستقرار النفسي والسعادة الدائمة، والألفة بينها وبين شعوبها في جو من المحبة والتعاون ورد الجميل خدمة لاستقرار البلدان وسعادتها.

وتحتاجه الشعوب لتشعر بأهميتها وأهمية دورها، وتثقيفها وإكسابها الوعي ببرامج السعادة وما ينتج عنها من تعلق الشعوب بقياداتها، وتلاحم بينهما في جو من نيل الشعوب ما تحتاجه من عناية في كل المجالات مما يجعلها تعيش طابعا من الاطمئنان النفسي يخدم أهداف القيادات وبلدانها، ويضمن الترقي في برامج السعادة ومتعلقاتها .. !!

والذي يفكر في السعادة ويشتغل ببرامجها يجلب حتما إلى نفسه السعادة، ولا يخفى أثر ذلك وبعده النفسي والعاطفي، والمحلي والإقليمي والدولي.

ولقد فهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هذا المبدأ ولزمه ولازمه؛ فاشتغل بإسعاد شعبه بمختلف أشكال السعادة، ولم يدخر جهدا في سبيل ذلك من فكر وتعليم وتثقيف وإنفاق ومتابعة واهتمام.

ولنا أن نورد أمثلة حية على ذلك في محاور عامة قبل أن نتطرق إليه بشيء من التفصيل والتنصيص:

  • لقد كان رحمه الله يتفاعل تفاعلا مباشرا مع شعبه، ويجعله محور اهتمامه، ولنستمع إليه يقول: " أهم من الثروة في رأيي هو توفير الصحة والعلم والثقافة للمواطن؛ فهذا أعتبره ميدانا من ميادين الإنتاج، ولقد سعينا لذلك وأنجزنا فيه الكثير".
  • كان يتعرف عن قرب على احتياجات مواطنيه وطموحاتهم، ويتجاوب معهم، ويفتح بابه أمامهم في كل حين..
  • كان يقدم لشعبه كل الخدمات الحكومية المتطورة في مجال التعليم حيث قدم لهم أفضل أنظمة التعليم، وزودهم بأهم معدات بناء المستقبل ليكونوا سعداء مما يدل جليا على أنه رحمه الله كان يسهر على توفير تعليم متطور أنفق عليه بسخاء بغية إسعاد المواطن لأنه يدرك أن إسعاده يمر حتما بتوفير تعليم يستجيب لطموح القيادة، ويبوئ الشعب المكانة التي ترسمها.
  • وفي مجال الصحة قدم لشعبه الرعاية الصحية المتميزة.
  • وفي مجال البنى التحية عمل بنية قوية لاختصار المسافات، وتوفير الراحة والسعادة لشعبه.
  • وفي مجال العدل قام بإنصاف المظلوم وحصوله على حقه بيسر وسهولة.
  • وكان رحمه الله يسهر على الأمن والاستقرار مما يبعث في الشعب روح الطمأنينة والتفاؤل.
  • وكان يعمل على توفير بيئة للإبداع للموظف لتحفيزه على ابتكار كل ما يسعد الشعب.
  • وكان يهتم بتطوير الحكومة وخدماتها لتسهيل حياة شعبه، وتمكينه من فرص للعمل والابتكار والإبداع في جميع المجالات.
  • وكان يطمح لأن يكون شعب الإمارات هو الأكثر سعادة في العالم، والمسح العالمي للأمم المتحدة الذي أعقب ذلك يدل على تحقق هذا الطموح بصورة لا مراء فيها.
  • وكان الشيخ زايد طيب الله ثراه يعمل على ترسيخ وغرس القيم والمبادئ النبيلة في شعبه، وقد ركز على مفاهيم المحبة والتسامح والتعاون.
  • وقد اهتم كذلك رحمه الله بالعمل الخيري الذي غدا جزءا من النسيج الثقافي والاجتماعي لدولة الإمارات؛ فالتطوع وعمل الخير يعد جزءا من اهتمامات الشيخ زايد رحمه الله، وهو الذي أرسى دعائمه الأولى، وبنى معالم السعادة في الإمارات، ولنستمع إليه يقول: " لا مستقبل للسلام والرخاء ما دام في العالم طفل يبيت على الطوى وأم مكسورة الجناح لا عزاء لها..."

وفي إطار اهتمام الشيخ زايد طيب الله ثراه ببرامج السعادة ركز على المجالس بصفتها ركنا تعليميا تثقيفيا في ترسيخ مفهوم السعادة من خلال التواصل مع أبناء شعبه حيث كان يلتقي معهم في هذه المجالس فيرشدهم إلى عمل ما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن، والابتعاد عما يلحق الضرر بهم وبوطنهم، ويحذرهم من أن يسلكوا الطرق المؤدية إلى ذلك.

وكان يستمع إليهم ليعرف اهتماماتهم ومعاناتهم ورغباتهم ليحققها لهم، ويتحاور معهم ليشركهم في الرأي ويشعرهم بأهميتهم وأهمية آرائهم، ويبحث معهم ما يسعدهم في حياتهم ويدخل في دائرة اهتمامهم، ويرسخ سبل السعادة من خلال الحوار الأبوي معهم إذ لم يكن يكلمهم ويحاورهم من منطلق الحوار السلطوي الفوقي التجبري؛ وإنما كان يتصرف من منطلق الأب الحنون على بنيه، الحريص على متابعة رعايتهم وتربيتهم وتوجيههم وسد خلتهم، والوقوف عند مصالحهم، صغيرها وكبيرها، قليلها وكثيرها حتى بلغوا أشدهم في النضج العمري والتربوي والوطني، فأصبحوا مواطنين صالحين ينشدون الخير والسعادة لقيادتهم ووطنهم،ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل ذلك.. وكان قيام فكرة خيمة التواصل العالمية واشتغالنا ببرامجها منذ مدة طويلة خير مثال على ذلك. !!

و لهذا كان المجلس عند الشيخ زايد طيب الله ثراه مدرسة لترسيخ الموروث وتعليم أبنائه ما يحتاجونه مما يشبع رغباتهم، ويستجيب لاهتماماتهم، ويخدم وطنهم، وبذلك غدت المجالس موردا من موارد السعادة في دولة الإمارات بحيث تشكل تجمعا للاهتمام بجميع مناحي الحياة ..!!

و نحن في خيمة التواصل العالمية استوعبنا هذه الدروس حيث كانت وقودا ومحفزا لمبادراتنا الأولى،وأحرزنا قصب السبـق في الاهتمام والتفرد بنشر ثقافة هذه المجالس، وتقسيمها إلى تخصصات، وأطلقنا عليها (المجالس مدارس لحكـيم العرب الشيخ زايد طيب الله ثراه)،