(( المجالس مدارس لحكيم العرب الشيخ زايد طيب الله ثراه))
إن الحديث عن ترسيخ مفهوم السعادة يجرنا حتما إلى التطرق لجوانب منها إسعاد القيادات والشعوب، وهذا الجانب تحتاجه القيادات والشعوب؛ فالقيادات تحتاجه في شعورها بالقيام بالواجب اتجاه شعوبها مما يوفر لها الاستقرار النفسي والسعادة الدائمة، والألفة بينها وبين شعوبها في جو من المحبة والتعاون ورد الجميل خدمة لاستقرار البلدان وسعادتها.
وتحتاجه الشعوب لتشعر بأهميتها وأهمية دورها، وتثقيفها وإكسابها الوعي ببرامج السعادة وما ينتج عنها من تعلق الشعوب بقياداتها، وتلاحم بينهما في جو من نيل الشعوب ما تحتاجه من عناية في كل المجالات مما يجعلها تعيش طابعا من الاطمئنان النفسي يخدم أهداف القيادات وبلدانها، ويضمن الترقي في برامج السعادة ومتعلقاتها .. !!
والذي يفكر في السعادة ويشتغل ببرامجها يجلب حتما إلى نفسه السعادة، ولا يخفى أثر ذلك وبعده النفسي والعاطفي، والمحلي والإقليمي والدولي.
ولقد فهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هذا المبدأ ولزمه ولازمه؛ فاشتغل بإسعاد شعبه بمختلف أشكال السعادة، ولم يدخر جهدا في سبيل ذلك من فكر وتعليم وتثقيف وإنفاق ومتابعة واهتمام.
ولنا أن نورد أمثلة حية على ذلك في محاور عامة قبل أن نتطرق إليه بشيء من التفصيل والتنصيص:
وفي إطار اهتمام الشيخ زايد طيب الله ثراه ببرامج السعادة ركز على المجالس بصفتها ركنا تعليميا تثقيفيا في ترسيخ مفهوم السعادة من خلال التواصل مع أبناء شعبه حيث كان يلتقي معهم في هذه المجالس فيرشدهم إلى عمل ما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن، والابتعاد عما يلحق الضرر بهم وبوطنهم، ويحذرهم من أن يسلكوا الطرق المؤدية إلى ذلك.
وكان يستمع إليهم ليعرف اهتماماتهم ومعاناتهم ورغباتهم ليحققها لهم، ويتحاور معهم ليشركهم في الرأي ويشعرهم بأهميتهم وأهمية آرائهم، ويبحث معهم ما يسعدهم في حياتهم ويدخل في دائرة اهتمامهم، ويرسخ سبل السعادة من خلال الحوار الأبوي معهم إذ لم يكن يكلمهم ويحاورهم من منطلق الحوار السلطوي الفوقي التجبري؛ وإنما كان يتصرف من منطلق الأب الحنون على بنيه، الحريص على متابعة رعايتهم وتربيتهم وتوجيههم وسد خلتهم، والوقوف عند مصالحهم، صغيرها وكبيرها، قليلها وكثيرها حتى بلغوا أشدهم في النضج العمري والتربوي والوطني، فأصبحوا مواطنين صالحين ينشدون الخير والسعادة لقيادتهم ووطنهم،ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل ذلك.. وكان قيام فكرة خيمة التواصل العالمية واشتغالنا ببرامجها منذ مدة طويلة خير مثال على ذلك. !!
و لهذا كان المجلس عند الشيخ زايد طيب الله ثراه مدرسة لترسيخ الموروث وتعليم أبنائه ما يحتاجونه مما يشبع رغباتهم، ويستجيب لاهتماماتهم، ويخدم وطنهم، وبذلك غدت المجالس موردا من موارد السعادة في دولة الإمارات بحيث تشكل تجمعا للاهتمام بجميع مناحي الحياة ..!!
و نحن في خيمة التواصل العالمية استوعبنا هذه الدروس حيث كانت وقودا ومحفزا لمبادراتنا الأولى،وأحرزنا قصب السبـق في الاهتمام والتفرد بنشر ثقافة هذه المجالس، وتقسيمها إلى تخصصات، وأطلقنا عليها (المجالس مدارس لحكـيم العرب الشيخ زايد طيب الله ثراه)،