المجلس الخامس (الجزء الثالث) – زايد ومفهوم السعادة

2019-10-10 13:24:18

ويتردد يوميا اسم الشيخ زايد على لسان مئات الآلاف، سواء حين يخاطبون أبناءهم الذين أطلقوا عليهم اسم زايد تيمنا باسم هذا القائد العربي الكبير (حكيم العرب)، أو مقرونا بفعل خير مشهود.

ومن أبرز الأعمال الإنسانية التي خلدت اسم الشيخ زايد في بعض البلدان، وشكلت صرحا شامخا للعلاقات بين شعوبها وشعب الإمارات هو تلك المستشفيات، المقترنة باسم الشيخ زايد، التي تقع في مناطق من تلك البلدان ذات حاجة كبيرة ماسة ، وتشمل مختلف التخصصات الطبية، وتعد من أكبر المستشفيات في البلدان التي توجد فيها، وبها مختلف الأجنحة المتخصصة: ( قسم الأمراض الباطنية، أمراض الصدر والقلب، قسم العمليات الجراحية، قسم الولادة، المختبر، قسم الإنعاش، قسم الحجز، وغيرها من المرافق)، وتقدم هذه المستشفيات خدماتها للمئات من الناس على مدار اليوم..!

وكان افتتاح تلك المستشفيات حدثا صحيا بارزا في البلدان التي افتتحت فيها، وبعضها لم يكن به وقتها غير مستشفى وحيد لإجراء العمليات الجراحية، ولمعالجة العديد من الحالات الصحية التي تتطلب معدات خاصة، وبعضها شيد فيه مستشفى الشيخ زايد في مناطق شعبية مأهولة ذات كثافة سكانية تشكل ملتقى بين عدة جهات لا يوجد بها مستشفى، وبذلك تم تقريب الخدمات الصحية من مواطني تلك المناطق..!

وهذا المقال الذي أوردته هنا بشيء من الإسهاب والتفصيل أردت منه إعطاء المثال كدليل عميق على تعامل المودة والمواساة الذي كان ينتهجه الشيخ زايد طيب الله ثراه مع البلدان العربية والعالمية، ووقوفه إلى جانبها في المحن والأزمات وصروف الدهر التي تمر بها حتى تتجاوزها بسلام..

كما أردت منه كذلك إلحاق هذا المجال بمجالس الشيخ زايد رحمه الله في الخارج كتعميم لفكرة مجالسه داخل الإمارات من جهة، وعدم الاكتفاء باعتنائه بشؤون المواطن الإماراتي خلال التقائه به في الخارج فقط، وإنما توسع هذا الاعتناء ليشمل غير الإماراتي من مواطني البلدان التي يزورها.

وبذلك نرى أن فكرة وبرنامج مجلس الشيخ زايد رحمه الله لم يكن أمرا حكرا وقصرا على الإماراتيين، وإنما كان أمرا يدور معه حيث دار، ويحل حيث حل..!!

وفي الختام نرى أن زايد الخير في هذه المجالس بأنواعها كان يلتقي بأبناء شعبه وحتى بغيرهم في الداخل والخارج ويغرس فيهم أسس السعادة،ويدخل السرور والبهجة إلى قلوبهم، ويذلل لهم الصعاب التي تواجههم، ويمد لهم يد العون، وكان يدخل معهم في اهتماماتهم بصفتها اهتماماته الخاصة.. ويتألم ويحزن لما يؤلمهم ويحزنهم بصفته ألمه الخاص وحزنه الخاص... وكان يفرح ويسر لفرحهم وسرورهم بصفته فرحه وسروره الشخصي ..!!  فرحم الله الشيخ زايد فقد كان والدا حقيقيا لأبناء شعبه، وقد شمل حنانه وعطفه غير شعبه!!

 وقد انتقل هذا المنهج من زايد الخير إلى أبناء شعبه فتبادلوا معه المحبة والسعادة، وأصبحوا ناقلين لهذا الأسلوب الذي تربوا وشبوا عليه، وألفوه وألفهم على يد الشيخ زايد طيب الله ثراه، وانتقل كذلك أسلوب هذا المجلس إلى رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله الذي أحسن وفادته والقيام به؛ فكان خير خلف لخير سلف..!!